"الأمة الغنية بثقافتها، ستسير دوما إلى الأمام، تعيش وتتطور" هي  أول عبارة تقابلك عند دخول متحف السجاد بالعاصمة الأذربيجانية باكو، وهو المتحف الأول من نوعه في العالم الذي احتفى بهذا الفن.

تم إنشاء المتحف أول مرة سنة 1967بالمدينة القديمة، قبل أن يتم نقله سنة 1992 إلى مبنى جديد، ثم في سنة 2014 تم إنشاء المبنى الحالي للمتحف، الذي يتخذ تصميمه المعماري شكلا تعبيريا لسجادة ضخمة مطوية.

يأخذك المتحف،  في رحلة تتعرف من خلالها على تاريخ فن السجاد، الأدوات والمواد المستعملة في حياكتها، مجالات استعمالها، وكذا أنواعها، حيث تختلف من منطقة لأخرى، اختلاف تعكسه الرموز والألوان المتواجدة في كل قطعة.

يعد هذا المتحف من بين أبرز المتاحف التي تضم أكبر مجموعة من السجاد في العالم كما يضم عددا من السجاد النادرة، ويتجاوز مجموع القطع المعروضة فيه  10000 قطعة.

حسب المشرفين على المتحف، فالسجاد يشكل جزءا مهما في الثقافة الأذرية، توارثته الأجيال منذ قرون، وحرصت الأسر على تعليم بناتها فن حياكة السجاد منذ الصغر، حتى أن هذا الأخير كان معيارا مهما لاختيار الزوجة المناسبة، على اعتبار أن حياكة السجادة تتطلب صبرا طويلا كما أن اختيار الألوان يعكس نفسية وطريقة تفكير الفتاة.

يقدم المتحف 4 مدارس لفن السجاد، تتفرع إلى 10 مجموعات، لكل منها أنماطها، تقنياتها وألوانها المميزة، كما يعرفك بالمواد الطبيعية المستعملة للحصول على الألوان التي تزين السجاد.

يشكل المتحف أيضا فضاء لتنظيم محاضرات  ودورات دراسية حول السجاد والفنون التطبيقية المتعلقة به، كما أنه يحتوي على مخزن للكتب المتعلقة بفن السجاد، وفضاء لبيع المنتجات التقليدية للزوار.

وكان قد أدرج فن السجاد الأذربيجاني في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية سنة 2010،